تواجه إيران، في هذه الأيام، أكبر ثورة في تاريخها منذ ثورة «شريط الكاسيت» التي أحضرت الخميني من فرنسا إلى كرسي الولاية في طهران، فقد اتفق شباب العاصمة الإيرانية وفي غيرها، على تنحية الملالي من السلطة وأحرقوا صورا للولي الفقيه وحسين هذا الزمان كما يسميه السيد حسن نصر الله. وقد تتابعت الأحداث إلى أن وصلت إلى انتقاضة كاملة في الشارع الإيراني، والسبب زيادة أسعار البنزين وبنسبة 300% ثم قطع الإنترنت لمدة أسبوع، والملالي بهذه التصرفات قطع خطوط الرجعة على نفسه، وفرض عزلة بينه وبين شعبه، والشواهد توكد أننا نقف على مشارف مرحلة مفصلية في تاريخ حكم المعممين لإيران، فأرقام ضحايا المظاهرات بالآلاف، ولن تسكت عليهم لا المنظمات الحقوقية ولا الهيئات الدولية والمرجح أن نهايتهم قريبة.
المنطقة العربية ستكون أجمل بدون الملالي، والمبشرات تأتي من كل مكان، ولعل البرلماني الإيراني الذي تفاخر بعد انقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية في الربع الأخير من سنة 2014، وقال إن إيران سيطرت على رابع عاصمة عربية، قد يخرج علينا مجدداً ليبلغنا بأن إيران فقدت رابع وآخر عاصمة عربية كانت تسيطر عليها، وكما أن النفوذ الفارسي على شركاء المذهب من عرب الشمال لا يحتاج إلى أدلة، فإن تمردهم ضده في لبنان والعراق واضح بلا أدلة ويكشف عن ارتباكه، وربما عن تراجع دعمه العسكري والمالي لمليشياته في الدولتين، وذلك باستثناء ورقة واحدة لازال يساوم عليها في اليمن الحوثي، الذي يمثل عرب الجنوب في المعادلة الفارسية، رغم أني لم أفهم حتى الآن كيف يمكن أن يجتمع صاحب الإمام بصاحب الإثني عشر إماماً، ومن يؤمن بإمام مختبئ سيعود يوما ليخلص الأمة، بمن يرى أحقية الإمامة في طبقة بلا تخصيص، ولكن ما دام النظام الإيراني المعمم قائما على أفكار توسعية، وعلى دستور يرى أن القانون الإلهي، كما يراه الفرس، يجب أن يسود العالم، فكل الاحتمالات واردة، ولن يطيب الخاطر الفارسي إلا بنقل خط الدفاع الرابع إلى الحد الجنوبي في المملكة.
إيران حاولت أن تصنع نسخة من حزب الله في شرق المملكة ولم تنجح، وتستعين في الوقت الحالي بالحوثي ضد التحالف العربي لدعم الشرعية في محاولة جديدة لاستهداف الدولة السعودية والسيطرة على باب المندب، ومشكلة المملكة مع سيطرة إيران على القرار السياسي والعسكري في صنعاء وليست مع الحوثي، والدليل أنها وقعت معه اتفاقا على الانسحاب من جبل دخان في مواجهات «الخوبة» بين الطرفين سنة 2009 وانتهى كل شيء، ثم حضر الحرس الثوري الإيراني إلى صنعاء وانتزع الحكم من الشرعية باسم الحوثي وأشعل حرباً بالوكالة لازالت مستمرة، ومن يعتقد بأن الحوثي يقاوم بقدراته الذاتية يحتاج لمراجعة أفكاره ومستودع الأسلحة اليمنية وقدرات اليمن المالية، ثم إلى تفسير الأسباب التي دفعت الحوثي في فترة سابقة لجدولة رحلتين يوميا بين صنعاء وطهران، مع عدم وجود علاقات تجارية أو اقتصادية أو اجتماعية بين البلدين.
ثم لماذا تهرب الأسلحة بأنواعها منذ سنوات عن طريق بحر العرب، والبحرية الأمريكية اعترضت وضبطت عمليات تهريب كثيرة لمصلحة المليشيا الحوثية تورطت فيها إيران، وآخرها الزورق الصغير الذي حوى أجزاء لصواريخ متقدمة يوم الأربعاء الماضي، علاوة على أن الحوثي لا يتحرج في الاعتراف بشقيقته الفارسية واعتبارها شريكا إستراتيجيا.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال في مقابلة تلفزيونية لقناة «CBS» الإخبارية في سبتمبر 2019، إن المملكة لا ترفض الحل السياسي في اليمن، ولكنها لا تقبل بحلول من مليشيا تدعمها إيران. وسمو الفريق ركن فهد بن تركي، قائد القوات المشتركة، أكد في تصريح يوم الخميس 5 ديسمبر الجاري، أن قوات التحالف تتعامل مع مليشيا إرهابية مدعومة من نظام إرهابي، ولا أحد يشكك بأن تحالفات إيران السياسية في العالم العربي قائمة على المذهب، ونظام ولاية الفقيه الإيراني لا يختلف فن نظرته المذهبية عن تنظيم داعش الإرهابي وأفكاره المتطرفة، ولا حلول ممكنة بوجوده.
المنطقة العربية ستكون أجمل بدون الملالي، والمبشرات تأتي من كل مكان، ولعل البرلماني الإيراني الذي تفاخر بعد انقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية في الربع الأخير من سنة 2014، وقال إن إيران سيطرت على رابع عاصمة عربية، قد يخرج علينا مجدداً ليبلغنا بأن إيران فقدت رابع وآخر عاصمة عربية كانت تسيطر عليها، وكما أن النفوذ الفارسي على شركاء المذهب من عرب الشمال لا يحتاج إلى أدلة، فإن تمردهم ضده في لبنان والعراق واضح بلا أدلة ويكشف عن ارتباكه، وربما عن تراجع دعمه العسكري والمالي لمليشياته في الدولتين، وذلك باستثناء ورقة واحدة لازال يساوم عليها في اليمن الحوثي، الذي يمثل عرب الجنوب في المعادلة الفارسية، رغم أني لم أفهم حتى الآن كيف يمكن أن يجتمع صاحب الإمام بصاحب الإثني عشر إماماً، ومن يؤمن بإمام مختبئ سيعود يوما ليخلص الأمة، بمن يرى أحقية الإمامة في طبقة بلا تخصيص، ولكن ما دام النظام الإيراني المعمم قائما على أفكار توسعية، وعلى دستور يرى أن القانون الإلهي، كما يراه الفرس، يجب أن يسود العالم، فكل الاحتمالات واردة، ولن يطيب الخاطر الفارسي إلا بنقل خط الدفاع الرابع إلى الحد الجنوبي في المملكة.
إيران حاولت أن تصنع نسخة من حزب الله في شرق المملكة ولم تنجح، وتستعين في الوقت الحالي بالحوثي ضد التحالف العربي لدعم الشرعية في محاولة جديدة لاستهداف الدولة السعودية والسيطرة على باب المندب، ومشكلة المملكة مع سيطرة إيران على القرار السياسي والعسكري في صنعاء وليست مع الحوثي، والدليل أنها وقعت معه اتفاقا على الانسحاب من جبل دخان في مواجهات «الخوبة» بين الطرفين سنة 2009 وانتهى كل شيء، ثم حضر الحرس الثوري الإيراني إلى صنعاء وانتزع الحكم من الشرعية باسم الحوثي وأشعل حرباً بالوكالة لازالت مستمرة، ومن يعتقد بأن الحوثي يقاوم بقدراته الذاتية يحتاج لمراجعة أفكاره ومستودع الأسلحة اليمنية وقدرات اليمن المالية، ثم إلى تفسير الأسباب التي دفعت الحوثي في فترة سابقة لجدولة رحلتين يوميا بين صنعاء وطهران، مع عدم وجود علاقات تجارية أو اقتصادية أو اجتماعية بين البلدين.
ثم لماذا تهرب الأسلحة بأنواعها منذ سنوات عن طريق بحر العرب، والبحرية الأمريكية اعترضت وضبطت عمليات تهريب كثيرة لمصلحة المليشيا الحوثية تورطت فيها إيران، وآخرها الزورق الصغير الذي حوى أجزاء لصواريخ متقدمة يوم الأربعاء الماضي، علاوة على أن الحوثي لا يتحرج في الاعتراف بشقيقته الفارسية واعتبارها شريكا إستراتيجيا.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال في مقابلة تلفزيونية لقناة «CBS» الإخبارية في سبتمبر 2019، إن المملكة لا ترفض الحل السياسي في اليمن، ولكنها لا تقبل بحلول من مليشيا تدعمها إيران. وسمو الفريق ركن فهد بن تركي، قائد القوات المشتركة، أكد في تصريح يوم الخميس 5 ديسمبر الجاري، أن قوات التحالف تتعامل مع مليشيا إرهابية مدعومة من نظام إرهابي، ولا أحد يشكك بأن تحالفات إيران السياسية في العالم العربي قائمة على المذهب، ونظام ولاية الفقيه الإيراني لا يختلف فن نظرته المذهبية عن تنظيم داعش الإرهابي وأفكاره المتطرفة، ولا حلول ممكنة بوجوده.